تحجر الدمع في عيني عندما رأيت دلك المنظر الرهيب الدي تقشعر له الابدان وتتلاحق عند رؤيته الانفاس..
لقد رايت طفلة رضيعة مقتولة وقد فصل رأسها عن جسدها فلم أحتمل دلك المنظر فركضت بعيدا . و أنا أركض أصطدمت بفتى يروي لمن تجمع حوله قصة أمه وأخيه اللدين قتلا بالرصاص ولم يستطيع دفنهما..
فاصابني الفزع و الهلع وتملكني الخوف .. ولم اجد غير الفرار وواصلت الركض لعلي ابتعد عن تلك المأسي و الكوارث الا أني تعترث في أكوام الحجارة و التراب المتناثرة على الطريق من بقايا البيوت التي صارت هي الاخرى أشلاء كما هي حال الجثت المدفونة تحت الركام ... سرت بين اشلاء البيوت و الاجساد رويدا رويدا و أنا أتلفت يمينا و يسارا في الدهول وخوف شديدين وقلق مريع وكأنني أمشي فوق مقبرة جماعية أفزع كلم وطأت رجلي جثة هامدة وأقع على الارض كلما تعثرت في بعض ركام البيوت و ازداد خوفي عندما سمعت أصواتا بعيدة ومتقطعة لم استطيع تمييز اتجاه مصدرها ولا فهم معانيها وفجاة أسكتت الاصوات زخات كثيفة من الرصاص وتملكني الخوف والرعب فركضت محاولة الفرار وادا بي اصل الى مصدر الاصوات استغاثة اطلقها شبان مقيدون وما كان وابل الرصاص الدي صب عليهم الا اعداما جماعيا لهم ...
يا للهول. لم استطيع تحمل كل تلك الاهوال فكدت أخر مغشية وأنقدني الله تعالى بأن أيقظني من حبل خيالي فصحوت من سرحاني وشرود دهني.. و أدركت أن كل دلك لم يكن سوى خيال أبحرت فيه وأنحدرت الدمعات من عيني فلقد تدكرت أن ما حدث في مخيم جنين وغيره من بقاع فلسطين الحبيبة أعظم هو لا وأشد مرارة وقساوة من دلك . فلك الله يا فلسطين الغالية..