اختر صديقا يوصلك إلى الله

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب
العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أما بعد ، سُؤالٌ يَسئلُه كَثيرٌ مِن الشَّبَابِ وَهُوَ : مَنْ هِي الْجَمَاعَةُ التي عَلى الحَقِّ؟؟؟
فَلَقَدْ كََثُرَتْ الجَمَاعَاتُ وَالاحْزَابُ وَالْكُلُّ يَقولُ : أنَا على الحَقِ وَغَيْري عَلى البَاطِلِ،
أخِي الفاضِلُ أخْتي الفاضِلةُ وَفَقَنِي الله وَإياكُم لِمَرْضَاتِه اعْلموا أنَّهُ لابُد لِمَنْ أرَادَ أنْ يَسْتَقِيمَ عَلى طَاعَةِ اللهِ التي لَمْ يُخْلَقْ إلاَّ لأجلها وَفيها سَعادَتُهُ في الدنيا والاخرةِ لابُد له مِنْ صُحْبَةٍ صَالِحَةٍ وَخاصَةً في هذا الزَّمَنِ الذي كَثُرَتْ فِيه الفِتَنُ، وَمِنْ المَعْلومِ أنَّ الصَّاحِبَ سَاحِبٌ، فإذا كانَ صَالحاً سَيسحبُك إلى الخيرِ بإذنِ اللهِ وإن كان طالحاً سَيسحبُك إلى ما هو عليه إلا أن يحفظَك اللهُ عز وجل، والادلةُ على هذا كثيرةٌ وهي كتالي 1: :قال تعالي:{ واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرناواتبع هواه وكان أمره فرطا}

2:{يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقيّ"رواه أحمد وأبو داود والترمذيّ، بسندٍ صحيح.

3:{روى أبو موسى الأشعريُّ رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إمَّا أنْ يُحذيَك، وإمَّا أنْ تبتاع منه، وإمَّا أن تجد منه ريحاً طيِّبة، ونافخ الكير إمَّا أن يُحرق ثيابك، وإمَّا أن تجد ريحاً خبيثة"رواه البخاري.
4:{ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن، يكفُّ عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه"رواه البخاري.
5:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أحمد وأبو داود والترمذي،
6 ● ـ عن ‏ ‏أبي سعيد الخدري‏ أن نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم‏ ‏قال‏ ‏كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال إنه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له من توبة فقال لا فقتله فكمل به مائة ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال إنه قتل مائة نفس فهل له من توبة فقال نعم ومن يحول بينه وبين التوبة انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا ما بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو له فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة قال ‏قتادة ‏ ‏فقال ‏ ‏الحسن ‏‏ذكر لنا أنه لما أتاه الموت نأى بصدره، ( رواه مسلم في صحيحه) . الشاهد من الحديث:انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم،

ولكنْ من أُصَاحبُ ؟؟؟؟؟؟؟؟
الجوابُ : أولاً سأعطيك ميزاناً تزنُ عليه كلَ الجمعاتِ وقاعدةً أساسيةً صحيحةً أنصحُك يا أخي العزيز ويا أختي العزيزة إذا كنتم تريدون رضَ اللهِ و الفوزَ بالجنةِ بإذن اللهِ والنجاةَ من هذه الدوامةِ أوصيكم أن تجعلوها أساسَ منهجِكم وطريقِكم فإذا فعلتمْ فإن كل ما تبنون عليها سيعلو و يثبتُ ويستقرُ بإذن اللهِ العلي القدير، وهي : {القرانُ والسنةُ وعلى فهمِ الصحابة والتابعين وتابعيهم أي القرونُ الثلاثةُ المفضلين }، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :{ }،
فيا من تحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، حكم كلام الله وكلام رسوله في كل شؤون حياتك تسعد في الدنيا والاخرة،
فإذا قال قائل ومامعنى أن يكون على فهم الصحابة؟
الجواب : يا أخي ويا أختي اقرأوا القران و الاحاديث النبوية الصحيحة فكلما وجدتم فيهما أمراَ أو نهيأ فبحثوا في سيرة الصحابة مجتمعين و في سيرة التابعين وفي سيرة تابعي التابعين،وأخص بالذكرالصحابة لأن الصحابة رض الله عنهم أتقى لله عز وجل ولا أحد بعد الانبياء أتقى لله من الصحابة ثم التابعين ثم تابعيهم، فالمنهج الصحيح والطريق الموصل إلى الله لمن يرجوا لقاء الله هو : فهم الدين والعمل به كما فهمه السلف الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وهاك طريقة عملية : إذا وجدنا في القران نصا يأمرنا بشئ أو ينهانا عن شئ فعلينا أن ننظر كيف فهمه الصحابة وكيف عملوا به ونتمسك بفهمهم ولا نلتفت لسواه إذا كنا نريد الخير لأنفسنا لأنه لا خير على الاطلاق إلا والصحابة رضي الله عنهم سبقون إليه قال الله عز وجل :{ ((أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون)) المؤمنون،ومن العوامل التي تُلزمنا أن نفهم الدين و نعمل به كما فعلوا رضي الله عنهم : أن الله رضي عنهم قال الله عز وجل : "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا"
الفتح 18
والذين بايعوا رسول الله تحت الشجرة كانوا ألفا وأربعمئة،أخي الفاضل أختي الفاضلة يامن تحبون الله ورسوله و يا من تريدون الجنة بالله عليكم هل نترك فهم أناس مرضي عنهم ونفهم القران والسنة بأفهام لا ندري أحقيقة أم باطلة ؟؟؟، ومن العوامل : أن الله وعد الذين اتبعوهم بالجنة فقال والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم}سورة التوبة (100 ) .
أخي أختي هل تريدون الجنة ؟؟ إذا اتبعوهم، ومن العوامل : أن الله توعد الذين اتبعوا طريقة غير طريقتهم بجهنم فقال :وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}، سورة النساء الاية 115 والشاهد من الاية قوله : وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ، أخي أختي هل تريدون جهنم ؟ إذاً لاتخالفوهم، ومن العوامل : أنهم كانوا
فصحاء اللغة، ومن العوامل : أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان بين ظهرانيهم، ومن العوامل : أن القران كان ينزل فيهم، ففهمهم للقران والسنة النبوية وعملهم بهما هوالحق وخلافه الباطل،
أعطيك مثالا واحدا أو مثالين الاول وهو : قضية الحجاب بعض النا س اليوم مختلفون في كيفته، ودليله في القران الكريم وهو قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً*(الأحزاب : 59 -62)
فاقرأي تفسير ابن كثير وتفسير القرطبي لتجدي فهم الصحابة والصحابيات رضي الله عن الجميع تجدي فهمهن للاية وعملهن بها امتثالا لأمر ربهن فالرجوع إلى فهمهم يقطع الخلاف و تتوحد عليه الامة إلا جاهل أو مريض القلب ،
وذلك وغيره موجود في تفسير ابن كثير وتفسير القرطبي بالاسانيد الصحيحة وفي السيرة النبوية الصحيحة وسيرة الصحابة رضي الله عنهم، المثال الثاني وهو أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحية، في الاحاديث الصحيحة التي تجاوزت العشر ومنها ما هو في الصحيحين ، و الامر يفيد الوجوب ما لم تأتي قرينة تصرفه للإستحباب وليس هناك أي قرينة صرفت أمر النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة من الوجوب إلى الاستحباب، فإذاً إعفاء اللحية واجب، وحكم الواجب : أن فاعله يثاب امتثالا ويستحق تاركه العقوبة، فإذاً حلق اللحية معصية لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم والذين يقولون : هي سنة فقط من عفاها فله أجر ومن لم يعفيها فلا شئ عليه، فهم مساكين لا يفرقون بين فعل النبي وبين أمره، وهناك طائفة أخرى وهم المقصدون بالمثال يقلون : يكفي أن نعفي منها شيئا قليلا منها وهذا هوالمراد بالاعفاء، فنقول لهم : الفصل في هذه المسألة هو : الرجوع إلى فهم الصحابة لهذه الاحاديث وعملهم بها فالصحابة رضي الله عنهم كانت لحاهم كثة وطويلة وهذا موجود بكثرة في السنة الصحيحة، بل و النبي صلى الله عليه وسلم الآمر كانت لحيته كثة وكان الصحابة رض الله عنهم لا يعرفون أنه يقرأ في الصلاة السرية إلا بإدتراب لحيته صلى الله عليه وسلم ، أخي الفاضل بالله عليك هل تترك فهم الصحابة وتتبع غيرهم، وهذه الا مثلة التي مثلت بها لأنها مشاهدة ومحسوسة وإلا فهناك من خالف الصحابة في أمور أعظم في العقيدة وفي التشريع وغير ذلك والعياذ بالله، والآن وبعد أن فهمتم القاعدة الاساسية والميزالذي تزعليه جميع الفرق والطوائف، هاك الجواب على السؤال الاول : فكل من يفهم الدين ويعمل به كما عمل به الصحابة رضي الله عنهم ولا يقدم فهما على فهمهم فصاحبه ولن تندم والعلماء الذين صاروا على هذا المنهج وقدموا أقوال الصحابة وأعمالهم مثل الامام أحمد مالك والشافعي شيخ الاسلام بن تيمية وابن قييم الجوزية ومحمد ابن عبد الوهاب وعبد العزيز بن باز ومحمد بن صالح العثيمين و محمد ناصر الدين الالباني وغيرهم، والله أعلى وأعلم
الكاتب : بوجمعة بن الحسن بن عدي مدينة كلميم المغرب المعروف في المنتدى بالسلفي الداعية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته