السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..في
مكة ام القرى - شرفها الله- ومن جوار البيت الحرام ، وفي العشر الاخيرة من
رمضان ، حدثنا الممثل سابقا والداعية حاليا ، الاخ سعيد الزياني عن قصة
رجوعه الى الله ، وهدايته الى الطريق المستقيم ، فقال :
ولما بلغت سن
المراهقة كنت احلم - كما يحلم غيري من الشباب المراهق - بتحقيق شيئين
مهمين في نظري آنذاك ، وهما : الشهرة والمال ، فقد كنت ابحث عن السعادة
واسعى الى الحصول عليها باية طريقة كانت .
في بداية الامر .. التحقت
بالاذاعة المغربية ، وشاركت في تقديم بعض الفقرات التي تربط بين البرامج ،
ثم تقدمت فاصبحت اقدم برامج خاصة حتى اكتسبت خبرة في هذا المجال ، ثم
اتجهت الى التليفزيون وتدرجت فيه حتى اصبحت مقدما من الدرجة الاولى - وهي
اعلى درجة يصل عليها مذيع او مقدم - واصبحت اقدم نشرات الاخبار والكثير من
برامج السهرة والمنوعات وبرامج الشباب ، واشتهرت شهرة كبيرة لم يصلني
اليها احد ، واصبح اسمي على كل لسان وصوتي يسمع في كل بيت .
وعلى الرغم
من هذه الشهرة ، الا اني كنت غير سعيد بهذا .. كنت اشعر بضيق شديد في صدري
، فقلت في نفسي لعلي اجد السعادة في الغناء .. وبالفعل ، فقد ساعدتني
شهرتي في الاذاعة والتليفزيون ان اقدم من خلال احد البرامج التليفزيونية
اغنية قصيرة كانت هي البداية لدخول عالم الغناء.
ودخلت عالم الغناء ، وحققت شهرة كبيرة في هذا المجال ، ونزل الى الاسواق العديد بل الالاف من الاشرطة الغنائية التي سجلتها بصوتي .
وعلى
الرغم من ذلك كنت اشعر بالتعاسة والشقاء واحس بالملل وضيق الصدر وصدق الله
اذ يقول " فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام ومن يرد ان يضله يجعل
صدره ضيقا حرجا كانما يصعد في السماء "
فقلت في نفسي : ان السعداء هم
الممثلون والممثلات ، فاردت ان اشاركهم في تلك السعادة ، فاتجهت الى
التمثيل ، واصبحت ممثلا من الدرجة الاولى ، فكنت لا امثل الا ادوار
البطولة في جميع الاعمال التي اقدمها .. والحقيقة دون مبالغة شخصية اصبحت
شخصا متميزا في بلدي ، فلا اركب الا اغلى السيارات وافخمها ، ولا البس الا
الملابس الثمينة .. مكانتي الاجتماعية اصبحت راقية ، فاصدقائيهم كبار
الشخصيات من الامراء وغيرهم، فكنت اتنقل بين القصور من قصر الى قصر ،
وتفتح لي الابواب وكاني صاحب تلك القصور .
ولكن .. على الرغم من ذلك كله ، كنت اشعر باني لم اصل الى السعادة التي ابحث عنها .
وفي
يوم من الايام .. اجرى معي احد الصحفيين لقاء صحفي طويلا ، وكان من بين
الاسئلة التي وجهها لي هذا السؤال : " الفنان سعيد الزياني .. من المصافات
ان اسمك ينطبق على حياتك .. فاسمك سعيد وانت سعيد ، ما تقول في ذلك ؟"
وكان الجواب :
"
في الحقيقة ان ما تعتقده ويعتقده كثير من الناس غير صحيح ، لست سعيدا في
حياتي ، واسمي في الحقيقة لا يزال ناقصا ، فهة يتكون من ثلاثة احرف وهي :
س،ع ،ي:"سعى"وانا مازلت اسعى ، ابحث عن الحرف الاخير وهو حرف الدال ليكتمل
اسمي وتكتمل سعادتي ، والى الآن لم اجده ، وحين اجده سوف اخبرك "
وقد
اجري معي هذا اللقاء وانا في قمة شهرتي وثرائي ... ومرت الايام والشهور
والاعوام .. وكان لي شقيق يكبرني سنا هاجر الى بلجيكا .. كان انسانا عاديا
الا انه كان اكثر مني التزاما واستقامة ، وهناك في بلجيكا التقى ببعض
الدعاة المسلمين فتاثر بهم وعاد الى الله على ايديهم .
فكرت في القيام برحلة سياحية الى بلجيكا ازور فيها اخي فامر عليه مرور الكرام ، ثم اواصل رحلتي الى مختلف انحاء العالم .
سافرت
الى بلجيكا والتقيت باخي هناك ، ولكن فوجئت بهيئته المتغيرة وحياته
المختلفة ، والاهم من ذلك السعادة التي كانت تشع في بيته وحياته ، وتثرت
كثيرا بما رايت ، لضافة الى ذلك العلاقات الوثيقة التي تربط الشباب المسلم
في تلك المدينة وقد قابلوني بالاحضان،ورحبوا بي اجمل الترحيب ووجهوا الى
الدعوة لحضور مجالسهم واجتماعتهم والتعرف عليهم بصورة قوية .
فاجبت
الدعوة ، وكنت اشعر بشعور غريب وانا اجلس معهم ، كنت اشعر بسعادة عظيمة
تغمرني لم اشعر بها من قبل ، ومع مرور الايام قمت بتمديد اجازتي كي تدوم
سعادتى التي طالما بحثت عنها .
وهكذا .. كنت اشعر بالسعادة مع هؤلاء
الاخيار تزداد يوما بعد يوم ، واضيق والهم والشقاء يتناقص يوما بعد يوم ..
حتى امتلا صدري بنور الايمان ، وعرفت الطريق الى الله الذي كنت قد ضللت
عنه مع كنت ما املكه من الثراء والشهرة ، وادركت من تلك اللحظة ان السعادة
ليست في المتاع الزائل ، انما هي في طاعة الله عز وجل " من عمل صالحا من
ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا
يعملون " " ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى "
امتدت اجازتي عند اخي اكثر من سنتين ، وارسلت رسال الى الصحفي الذي سالن السؤال السابق وقلت له :
الاخ
........... رئيس تحرير صحيفة ............ في جريدة .......... السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته ... اود ان اذكرك بالسؤال الذي سالتني فيه عن
السعادة ، وذلك في يوم .... وتاريخ ..... وقد اجبتك بالجواب التالي :
........ ووعدتك ان اخبرك متى وجدت حرف الدال ، والان يطيب لي ويسعدني
ويشرفني ان اخبرك باني قد وجدت حرف الدال المتمم لاسمي حيث وجدته في الدين
والدعوة .. واصبحت الان سعيدا حقا .
شاع الخبر بين الناس ، وبدا اعداء
الدين والمنافقون يطلقون علي الاشاعات،ويرمونني بالتهمفاتذكر دائما ما
قوبل به الانبياء والرسل والدعاة على مر العصورفازداد ثباتا وايمانا
ويقينا
وحقاً اخواتي كما قال تبارك وتعالى في محكم تنزيله :
" من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون "