إبن الجبل مشرف المنتديات العامةمراسل
عدد الرسائل : 929 العمر : 43 المدينة : باب البحر- القصبة - طنجة الهواية : المطالعة مزاجي : Personalized field : <IFRAME WIDTH="150" HEIGHT="90" SRC="https://morocco.jeun.fr/html-h6.htm"></IFRAME> تاريخ التسجيل : 21/07/2007
| موضوع: البنت الحادكة - حنان - الأربعاء أغسطس 13, 2008 2:57 pm | |
| منذ نعومة أظافرها كانت تسمع نفس الأسطوانة تتردد على لسان والدتها «راه البنت هي الحداكة». كان أمرا عاديا بالنسبة لها أن ترى والدتها تضع لها كرسيا أمام المجلى لتصعد عليه لتنظيف الأواني . وتدربها على ترتيب الغرف وطي الملابس. في سن التاسعة كانت مساعدة رسمية لوالدتها في كل أمور البيت لا تستغني عنها في أي نشاط ولا تفوت فرصة لتدريبها على الأشغال المنزلية من طبخ وغسل وكنس. حنان لم تكن تتجرأ على الاحتجاج أو حتى الاستغراب لماذا عليها ترتيب أغراض إخوتها الذكور الأكبر سنا منها؟ ولماذا عليها إصلاح الفوضى التي يثيرونها في البيت بينما ينحصر دورهم في الدخول والخروج من وإلى البيت وكأنهم ضيوف؟ وفي كل مرة كانت الأم تتكفل بتفهيمها أن الأدوارمقسومة سلفا وأن كل ما تفعله هو في صالحها مادام سيرفع من أسهمها عندما يأتي اليوم الموعود ويحين وقت زواجها. اليوم وفي كل المناسبات تحرص بنت العشرين على إبراز مواهبها وحذاقتها أمام الجميع وتتفنن في جلب الأنظارإليها وهي تقفز في كل اتجاه بحركات رشيقة وخفة ملحوظة لإنجاز أشغالها بسرعة وإتقان، ليزداد نشاطها كلما سمعت كلمات الإطراء التي تلقيها النساء وهن منبهرات في براعتها في ترتيب البيت وتحضير «الشهيوات» العصرية والتقليدية. والدتها هي الأخرى لا تذخر جهدا في رفع أسهم الابنة المطيعة وهي تردد أمام صديقاتها وقريباتها «حنان بنتي هي لي هازا الداركاملة تبارك الله مهنياني الله يرضى عليها» .فأول شروط «الحداكة» عند حنان هو الاستيقاظ الباكر «غيرالمعكازات اللي كيبقاو ناعسين اصباح كامل» أما هي فتشرع في تحضير فطور غني«كنعجن الرغايف وبغرير ونطيب الحريرة...» ليأتي بعد ذلك يوم حافل بالكنس والغسل والطبخ. الكسكس والرفيسة والسمك واللحم أطباق رئيسية لايمكن لأية فتاة تدعي الحداكة الاستغناء عنها «الكسكسو ديالي ما كاينشي فحالو». تقول بثقة أما من لا تتقن تحضير هذا الطبق فهي بالنسبة لحنان لا تستحق أصلا أن تكون عروسا وستكون موضع سخرية الجميع في أحيان كثيرة. وفي قرار نفسها يراودها بعض الندم لعدم إكمال تعليمها لكنها لا تلبث أن تعود وتطمئن على مستقبلها وهي تري بنات الجيران اللواتي يستنجدن «بالماكلا د الزنقة» كلما غابت والدتهن عن البيت لأنهن عاجزات عن تحضير وجبة متكاملة، ويكتفين بالفريت... شني عايعملوا نهار الي يتزوجوا . .. بالمقابل تجد حنان نفسها مسلحة بمواهب تجعل جميع صديقات والدتها يحسدنها على هذه الابنة ويتمنين أن تكون زوجة لأبنائهن. | |
|