سائح إنجليزي يتقن اللغة العربية..

حدث هذا في المغرب:
قدم إلى المغرب سائح مستعرب انجليزي يتقن العربية ويجهل الفرنسية كان قد زار مصر والعراق (قبل الاحتلال) وسوريا والسعودية والإمارات والسودان واليمن وفلسطين( الجزء المحرر منها قبل الاجتياح). وحينما وصل الى المغرب اصطدم في المطار بأن اللغة المستعملة هي الفرنسية ووقف كالعربي في الشماعين ، كما يقول المثل الفاسي. خرج من »أزمة« المطار. واصطدم في الشارع بأن كل شيء مكتوب بالفرنسية. ثم آوى الى الفندق فوجد الحديث والأوراق والورقة المطلوب كتابة اسمه وعنوانه وهويته فيها مكتوبة بالفرنسية. حاول أن يترجمها الى الانجليزية بمساعدة زميل (سائح) سمعه يتكلم الانجليزية مصحوبة بأخرى فرنسية. ودخل المطعم فكانت لائحة الطعام بالفرنسية، والنادل (الخادم) يسأله بالفرنسية، ولم يستطع التفاهم معه، فقال له بلغته الانجليزية: ائتني بأي شيء آكله.
وخرج يتجول في الشارع: لوحات إعلانية ضخمة مكتوبة بالفرنسية عناوين بعض الدكاكين مكتوبة بالفرنسية.. فتيات جميلات يتحدثن مع بعضهن بالفرنسية. سأل شرطيا عن طريق »الكتبة« فدله على الطريق وهو يتحدث إليه بالفرنسية. في طريقه دخل الى إدارة البريد ليبعث ببرقية الى زوجته فطلب اليه الموظف أن يكتبها بالفرنسية. وبما أنه يجهلها فقد عدل عن إرسال البرقية. دخل إدارة عمومية ـ بدافع الفضول ـ فسألوه بالفرنسية عما يريد. وبما أنه لم يفهم عنهم، فقد أجهض فضوله وخرج لا يلوي على شيء . جلس في مقهى على رصيف الشارع فسأله النادل بالفرنسية وفهم عنه أسماء بعض المشروبات وإسم القهوة فطلب قهوة وكان يرغب في شرب »أتاي مغربي بالنعناع«. وجد مكتبا سياحيا رسميا في الشارع الكبير دخله وهو يطلب خارطة الطريق: أقصد خارطة طرق المدينة فوجدها مكتوبة بالفرنسية. طلب بدلها خارطة عربية فاعتذر الموظف قائلا: هنا لا نستعمل العربية. قضى يومين غريب الوجه واليد واللسان في بلاد ظنها قريبة إلى قلبه ولسانه. يئس من أن يفهم أحدا أو يفهمه أحد.

مر بدكان علقت على بابه لافتة مكتوبة بحروف مغربية لم يستطع قراءتها إلا بصعوبة، مكتوب على اللافتة هذه العبارة: هنا يتكلم بالعربية.
فرح .للافتة. وهو يقول: أخيرا وجدت ضالتي. خاطب التاجر باللهجات العربية التي يتقنها ففهم عنه حينما تحدث باللهجة المصرية.
ظن أنه أخطأ الطريق فسأل موظف الفندق:
ـ أرجو أن تخبرني في أي بلاد أنا...؟
فهم عنه نصف فهم فأجابه:
ـ أنت في المغرب وفي مدينة مراكش..
م ن ق و ل