إبن الجبل مشرف المنتديات العامةمراسل
عدد الرسائل : 929 العمر : 43 المدينة : باب البحر- القصبة - طنجة الهواية : المطالعة مزاجي : Personalized field : <IFRAME WIDTH="150" HEIGHT="90" SRC="https://morocco.jeun.fr/html-h6.htm"></IFRAME> تاريخ التسجيل : 21/07/2007
| موضوع: الواقع «المـفـرنس» عقلية " شكون انت "؟ الجمعة مايو 02, 2008 7:01 pm | |
| ذات لقاء بمدينة طنجة .. قاطع أحد المشاركين كلمة أحد المتدخلين.. مطالبا.. في أن تلقى المـداخلات بالعـربية بدل الفـرنسية مبررا طلبه بأن «كـل الحاضرين مغاربة» وبأنه لا يوجد في القاعة «فرانساوي واحد».مسير الجلسة الذي بدا أن الطلب فـاجأه لم يجد أمامه سوى التوجه إلى صاحب الطلب بسؤال مضاد قائلا: «ماين إنتينا ». «من مدينة أصيلة»، أجابه المشارك. «مقاويل ؟»، سأله المسير من جديد «إيييه» قبل أن يــغــوص في مقعده.تبادل المسير والمتدخل نظرات حائرة قبل أن يقفز هذا الأخير في لمح البصر على فأرة الحاسوب لينتقل من الملف «الفرنسي» إلى آخـر مكـتـوب بالـعربية ولينخرط في إلقاء مداخلته بعربية فصيحة بسلاسة يحسد عليها..فسؤال «ماين إنتينا »، الذي طرحه المسيـر على المقاول الزيلاشي فاجأ كثيرين. فقد بدا في مضمونه كثير من الاستعلاء والاستخفاف برغبة رجل في منتصف الستينيات من العمر في أن يعيش مغربيته كاملة: مقاول مغربي جاء من اصيلة المغربية ليشارك في لقاء تحسيسي مغربي ينظم لفائدة مقاولين مغاربة داخل قاعة مغربية تابعة لفندق مغربي. شيخ لايفقه في الفرنسية كلمة «بونجور» (ومن يدري فربما كان في مستطاعه أن يتكلم الفرنسية كشرب الماء) وله كامل الحرية في ذلك تماما كالفرنسيين الذين لا يفقهون في العربية جـملة واحدة .. لكنهم يشاركون في لقاءاتهم التي تنظم في تولوز أو باريس ويناقشون محاورها بلغتهم الأم وليس بالعربية أوالعبرية.
سؤال «ماين إنتينا»، قد يبدو في هذه الحالة من نفس صناف أسئلة أخرى .. من قبيل «اشكون انـت؟» و«آش تـكون انـت؟» و«ولد من؟». أسئلة تـكرس للأسف حالة مغرب واحد وموحد في جغرافيته لكنه متعدد ومتباين في قناعات واختيارات كثير من ناسه.والواقع أن ما جرى، خلال هذا اللقاء لم يكن إلا مثالا للعشرات من اللقاءات والمؤتمرات والندوات التي تنظم في طنجة وفي غيرها من مدن وقرى المملكة والتي يتم الإصرار خلالها على الحديث والنقاش بالفرانساوية على الرغم من أن الدستور المغربي يقول في تصديره إن «المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، لغتها الرسمية هي اللغة العربية».في مثل هذا الواقع «المـفـرنس» (من «الفرانساوية» وليس من«التـفـرنـيس») يبدو أن أسوأ ما يمكن أن يحدث لأي فرد منا ممن يبدو«معربا» في لغته واختياراته اللسانية وثقافته ونمط حياته هو أن يجد نفسه يحضر لقاء يبدو من خلال الهـالة التي تصاحبه ومن مـدعــويه والمداخلات التي تؤثث لجـوه العام «مفرنسا» ابتداء من الملفات الصحفية ووثائق اللقاء وانتهاء بالحلويات والعصائر التي تقدم خلال الاستراحة. أن تجد نفسك وسط هذه الأجواء يعني أن تشعر رغما عنك بأنك أقل قيمة من «المفرنسين» وأنك مختلف وربما متخلف وجدير بالشفقة.
ففي مثل هذه اللقاءات.. ربما حاولت أن تـقنع نفسك باقتناص أول فرصة للانخراط في ساعات ليلية تمكنك من تعلم الفرنسية وضبط سبل الحديث بها ... وربما، بدوت وأنت تائه بين الحاضرين كما لو أنك خارج للتو من خيمة عنترة بن شداد .. فيما يعلو وجهك صهد وغبار صحراء شبهالجزيرة العربية.
ربما، أحسست بالاختناق في حلقك وفي خاطرك. وربما تذكرت كلاما كان كتبه الشاعر أدونيس.. ذات كتاب قال فيه إن العربية «لغة تحاصروتقمع وتـنـفى، من كل صوب. بحيث إنها تكاد تختنق بل إنها تحتضر فيحناجرنا».
سيـكـون عليك أن تخرج من حيرتك في أسرع وقت حتى تتمكن من الدفاع عن اختياراتك في نوع من ركوب الضد. وفي النهاية، ستجمع نفـْسـك وحقيبتك لتودع كـرسيك غير آسف. وفي الخارج ستؤكد لك «الميكة الكحلة» أنك لازلت في المغرب.
ستأخذ نفـسـا عميقا قبل أن تـردد جـملتـك بصوت تردده خطواتك المتسارعة.. «اللي ابغـا الفرانساوية يمشي نفرانسا» | |
|