مشكلتي أني خجول في تعاملاتي مع البنات ...

إن النظر إلى البنات كمخلوقات مختلفة تحتاج إلى معاملة خاصة هو بداية المشكلة، وسواء أكان هذا الاختلاف في النظرة نابعا من نظرة سلبية مبنية على اعتبار أن المرأة مصدر للغواية يجب أن يحذر منه الإنسان ويتقيه، أو كان نابعا من إحساس بالجهل أو عدم فهم ناتج من عدم التعامل وتصور أن اكتشافهم وفهمهم يحتاج لقدرات خاصة.
وفي ذلك ننسى أن هذه البنت هي الأخت والأم والخالة والعمة... وأنهن بشر شاءت إرادة الله أن يخلقهن بصورة مختلفة لأداء دور مختلف، ولكن في النهاية هن المكملات لغاية الله في خلقنا؛ فهن النصف الآخر المنوط به إعمار الأرض وخلافة الله فيها.
فالله عز وجل وهو يقول (إني جاعل في الأرض خليفة) لم يقل إني أخص بذلك آدم دون حواء؛ فقرار النزول للأرض كان لهما بصيغة واحدة مشتركة، ولم ينزل بصورة خاصة لكل منهما.
إن حواء جزء من آدم، خلقت من ضلعه حتى تحمل كل صفاته. فهذه البنت هي جزء منك، ولكن يجب أن تعرف كيف تتعامل معها، لا بنظرة الغواية ولا بنظرة المجهول المخيف، ولكن بنظرة من خلقت من ضلعك؛ فهي تحمل صفاتك وسماتك الإنسانية، وهي شريكتك في إعمار الأرض.
ولذا فهي معك في الشارع وفي قاعة الدرس وفي مكان العمل.. ثم هي الحبيبة التي عندما تشعر نحوها بمشاعر الحب تذهب مسرعا للارتباط بها أمام كل الناس معلنا بارتباطك بها حبك الشديد لها لتصبح شريكة العمر.
ليس مطلوبا منك وأنت تجلس مع خطيبتك وابنة عمتك وحبيبتك إلا أن تتذكر أنك تجلس مع أشد أصدقائك قربا، ومع أختك ومع أمك ومع خالتك؛ لأن الحبيبة الحقيقية هي من كانت كل هؤلاء.
عندها سينطلق لسانك لأنك ستحدث فيها الصديق وتحدث فيها الأخت وتحدث فيها الأم.
وبطريقة عملية وبخطوات واقعية عندما تجلس إلى خطيبتك تذكر آخر حوار مع أمك وفي أي موضع حدثتها وتحدث فيه مع خطيبتك، وتذكر آخر حديث مع صديقك وآخر حديث مع أختك.. وعندها ستتحدث ولن تتوقف عن الكلام، وستجد ما يخصها وما تقوله لها.
الخلاصة أن الخجل في التعامل مع البنات بصورة عامة هو الخجل المذموم فقد يكون ميراث نظرة خاطئة إلى المرأة، وتغيير هذه النظرة والتفاعل بطريقة طبيعية معهن والتدرج والتدريب على ذلك حتى تتخلص من مشاعر تراكمت سنين طويلة سيحتاج إلى وقت. ولكن ستجد نفسك في النهاية تتعامل مع زميلاتك في إطار الزمالة الملتزمة، ومع خطيبتك في إطار الحب الحقيقي الذي تكون فيه هي كل صحبتك..