السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاءت الشريعة بقواعد وكليّات تصلح لكل زمان ومكان ، كما قرر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – .
ومن قواعد الشريعة :
قاعدة : سـدّ الذرائع .
وقاعدة : درء المفاسد مُقدّم على جلب المصالح .
وما أفضى إلى مُحرّم فهو مُحرّم .
وفي ضوء هذه القواعد نعلم حُـكم المُحادثة بين الجنسين عبر برنامج المحادثة ( الماسنجر ) ولو كان ذلك عن طريق الكتابة
ومثله غرف الدردشة ، وهو ما يُسمّى بـ " الشات "
فيجب أن يُغلق الباب ، وأن ذلك من باب سدّ الذرائع والوسائل التي تؤدي إلى ارتكاب ما حرّم الله .
ثم إذا تصوّر متصوّر ، أو زيّن له الشيطان هذا العمل بحكم الصداقة أو التعارف بقصد الزواج ، فهذه مصلحة موهومة مُتخَـيّـلة ، ودرء ودفع المفاسد يُقدّم على جلب المصالح ، ولذا حُرّمت الخمر مع ما فيها من منافع ، إلا أن ما فيها من الإثم أكبر من منافعها ، وكذلك الأمر بالنسبة للميسر . قال سبحانه وتعالى : ( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا ) الآية .
وكم أدّت تلك المحادثات إلى الوقوع في الحرام ، وأفضت إليه .
وما أفضى إلى حرام فهو حرام .
والذين تصطادون في الماء العكر أكثر من الصالحين .
ويكفي أن يُلقي الإنسان نظرة على غرفة دردشة ليرى بنفسه ، أن تلك الغرف لا يوجد فيها – غالباً – حديث جـاد أو نافع مُـثمر .
وقد يقول البعض من الشباب أو من الفتيات : إنني أثق بنفسي !
فيُقال له أو لها : إنه لا يجوز للمسلم أن يمتحن إيمانه في مواطن الفتن ؛ لأنها مظنّـة الزيغ .
ولذا قال عليه الصلاة والسلام : من سمع منكم بخروج الدجال فلينأ عنه ما استطاع ، فإن الرجل يأتيه وهو يحسب أنه مؤمن ، فما يزال به حتى يتبعه مما يرى من الشبهات . رواه أبو داود وغيره .
ومعنى ( فلينأ ) أي ليبتعد عن مواطن الفتنة .
ثم إن حسن القصد لا يُبرر العمل أو يجعل ارتكابه سائغا
ولذا فإن من المتعيّن إغلاق هذا الباب لئلا تقع الفتاة أو الشاب في المحذور .
والله تعالى أعلى وأعلم .
الشيخ : عبد الرحمن السحيم