الطراح

هو الآخر يلعن التطور التكنولوجي المداهم، ويرسل الدعوات على الأفران الجديدة التي غزت المنازل وجعلته لا يطرح إلا خبز قلة من الناس لم يجدوا فرنا كهربائيا أو غازيا سبيلا أو لعشقهم الأبدي لخبز الفران البلدي ..

مسكين هذا الطراح... كلما حاول الدفاع عن موقعه، إلا وأخرسه المعلم أو أحد المشتكين الذين انحرق خبزهم بالمثل الذائع الصيت: ظاهرة الحشمة على وجه الطراح.. وكيف لا يحشم أيها السادة وهو الذي يواجه النار كي يحضر للأفواه الجائعة خبزا شهيا، فهو أقرب إلى جهنم الدنيا ... يلتفح بنارها المسعورة كي يجعل الخبز طازجا تتسابق نحوه الأيادي وتنعقد سهرات الشاي المنعنع في حضرته، ما دام الأمر يتعلق بشعب أكول لا يمكنه الإستغناء عن الخبز والأتاي.

أطرحه ذات اليمين.. بل ذات اليسار.. بل في الوسط.. لا تطرحه ما زال فطير.. حرقتيه.. عبارات يسمعها كل صباح ولعنات وشتائم تمطرق أم رأسه في كل حين عندما يبرز سواد معين في خبز عجوز شمطاء أو مراهقة مندفعة .. وصاحب الفران دوما ينتصب في العمق بجانب صندوقة الفلوس يحصد الدراهم من زبنائه .. والطراح المسكين يحصد إما دعوات صالحات أو لعنات حارقات مثل لهيب بيت النار

عجيبة هي الحفرة التي يعمل فيها ومن خلالها الطراح خصوصا في الأفران البلدية إنها شبه ما تكون بقبر دنيوي خاص به عليه أن لا يبرحه.. وبذلك يبني دائما قصرا في نظر مخاطبيه، ولهذا ينهال عليه من هب ودب ..فيبدو لهم صغيرا وحقيرا في حفرته.. لكنه الزمن الحقير هو الذي أنتج هذه المهانة وهذه المذلة والصغار ...

فلا تنزعج أيها الأخ المحترم.. فهذا هو قدرك كالسابقين واللاحقين ان تعمل بعيدا عن النور في العتمة مع قوم لا يفقهون شيئا.. فلا تغضب فالزمن الرديء آيل للسقوط لأن رداءته وعفونته فاقت الأطباق، فاعمل في صمت وحاول في المرة القادمة أن لا تطرح خبزا بلا عقول أصابها الصدء وأفكارا مسمومة وممارسات عقيمة تجرنا إلى الوراء وتمنعنا من الإنطلاق ..

الطراح لا غنى عنه، حضوره ضروري في الأعياد والمناسبات وفي رمضان بالذات لتحضير السفوف والحلويات.. فرفقا بهذا المهمش ...

كرمك الله كما كرمتهم

جزاكم الله خيرا
و اني احبكم في الله

ibn al jabal anta man kataba hada nnass
ida kont ant
tbarkillah alik
llah iwifkik