يوميات الخزيرات ( بوابة أوربا )

الخزيرات
تصل الباخرة إلى ميناء الجزيرة الخضراء. جمارك فسيارات الأجرة فمحطة الحافلات. مابين الميناء ومحطة الحافلات ستحاول عبثا أن تقنع نفسك إن كانت هذه هي أوروبا فعلا.. أنت الذي تكرر عبورك إلى بلاد الروم لافاتحا ولامهاجرا. لاسائحا ولازائرا.. فقط مرددا مع نفسك عبارة .. فيما طاح الليل نبات ..
الخزيرات ليست هي أوروبا. هي مجرد نقطة عبور في منزلة بين المنزلتين، مادامت مهمتها استقبال أبناء الجنوب وتهييئهم لتقبل فكرة أن هناك عوالم أخرى مخالفة في ثقافتها . أوروبا هي ميلانو ولندن وباريس وبرلين وغيرها من مدن وفضاءات الضوء وراحة البال.لكن.. ورغم أن الخزيرات ليست هي أمستردام .. فسيارات الأجرة الإسبانية بيضاء وباذخة.. لأجل ذلك ستبتسم وأنت تضع المقارنات بين طاكسيات المغرب المتهالكة وطاكسيات إسبانيا. وربما أشفقت على حال السياح الإوربيين الذين يأتون إلى المغرب فيضطرون إلى ركوب طاكسياتنا المتهالكة ومواجهة جشع بعض السائقين.بدت لي محطة الحافلات بالخزيرات مثل وكالة بنكية أو إدارة عمومية راقية الخدمة. لاضجيج ولا أوساخ أو سماسرة يتلقفونك على أبواب الكاراجات المغربية.. صارخين في وجهك …تطوان تطوان ..كستيإيخوا .. الشاون ..بني إحمد ... الحافلات باذخة.. وهي تغادر المحطة أو تدخلها في هدوء وانتظام محسوب. أما السائقون فمتأنقون وموحدوا القمصان.. كما لو أنهم لاعبوا منتخب وطني يخوض مباراة في كرة القدم.
يرن الهاتف. يعيدني إلى نفسي من جديد. يخاطبني عبد السلام على الجانب الآخر من الخط :
- اين أنت ياأخي سعيد ؟
- لقد وصلت للتوى للمحطة البحرية الخزيرات و أنا الآن عند المحطة الطرقية.
- يمكنك المجيئ عندي إلى مالقا .
- أود أن اسافر لبوابة الكستلانط طليطلة.
- يمكنك أن تزورنا يومين و من تم تكمل طريقك .
- حسنا ساتصل بــك حينما أصل إلى مالقا شكرا أخي .