لماذا نثقل كاهل المرأة و نوجــه لها الإنتقادات ....

إن مجتمعاتنا قد أثقلت كاهل المرأة حيث تم إقحامها في مجالات أبعدتها في كثير من الأحيان عن دورها الذي خلقت من اجله .. الإسلام لم يمنع المرأة من العمل ولكن ان نجعلها تضطر الى العمل في مجالات تـجهد الرجال ثم نأتي لنحاسبها على تقصيرها في الامور البيتية او على تربية الأولاد او على فتور عواطفها فبالتأكيد سوف تشذ عن انوثتها او على الاقل تبدأ في التعامل بكل ماأوتيت من كيد وقسوة العواطف في سبيل حقوقها..وكان عليه الصلاة والسلام يحث دائما ويهتم كثيرا بشؤون المرأة حتى الى اخر خطبة له وهي خطبة الوداع حيث قال (ألا فاستوصوا بالنساء خيرا .. كررها ثلاث مرات ) وقال في حديث اخر ( فما اكرمهن الا كريم وما اهانهن إلا لئيم ) لكن ومع كل الاسف نشاهد الان المرأة قد تم التعامل معها بين استغلالها لبث الفساد في المجتمعات نتيجة الاختلاط المباح الذي لايبت الى الحرية المزعومة بأي شيء وبين التطرف والتشدد من جهة اخرى في الحجر عليها وكأنها خلقت لتكون مبهمة المعالم ...

فلهذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يحذرمن الفتنة التي تصدر من النساء فقال ( احذروا فتنة النساء فأول فتنة كانت لبني اسرائيل من النساء ) ان حقيقة النظر لهذا الحديث الشريف لايوحي بأن النساء خلقن لبث الفتن ولكن خطأ التعامل معها بكل شفافية والتعمق في الخليط المعقد لعواطفها هو الذي يدفع البعض منهن الى زعزعة استقرار الحياة على النحو الذي رسمته الشريعة الغراء لان المرأة تتعامل بعاطفتها التي تتراوح بين الانقياد المطلق لمن تحبه وبين الانتقام المفرط بأي وسيلة كانت لمن يظلمها .. اذا كانت تستطيع واذا لم تستطع فسيؤثر ذلك في مسيرة حياتها لانه ستهيمن عليها النظرة السوداوية والكبت المؤلم يكون رفيق كل لحظاتها وكل ذلك نتيجة عدم الإنصاف العادل معها ومع عواطفها التي ان أحسن إستعمالها فستمليء العالم حنانا وبهجة ولكن ان لم نحسن استغلالها فستكون وبالا ونقمة وارجع واقول ان سبب كل ذلك ليس هو المرأة دائما ولكن هو نتيجة سوء تعامل المجتمع مع طبيعة المراة ولهذا قال الشاعر .. الام مدرسة إن اعتدتها اعتدت جيلا صالحا .. إذا فصلاح الاجيال يبدأ من صلاح الاسرة وصلاح الاسرة يبدأ من صلاح المرأة التي سيعتمد منهج تربيتها لاولادها وبناتها بحسب طبيعة تعامل الزوج معها فأذا كان الزوج صالحا عادلا منصفا تقيا هي كذلك بالمقابل أو على الاقل تجمعهم صفات مشتركة او يكمل احدهم الآخر فمن الطبيعي ستكون ثمرة الحصاد لتربيتهم صالحة طيبة مما سينعكس ذلك على عموم المجتمع .. واذا كان العكس اي ان الزوج غير آبه لتربية الاولاد او لتوفير المستلزمات الضرورية لزوجته مادية كانت ام معنوية فهنا يكون مفترق الطرق فأما ان تكون المرأة صابرة محتسبة الى الله وتتقيه في اولادها وبناتها من اجل اداء الامانة التي في رقبتها امام الله واما ان تكون نظرتها للحياة دنيوية فلا تهتم لأي إنحراف يحدث لاطفالهم تحت ذريعة.. (هكذا هو الزمن فكيف يسيرالناس نسير معهم ) .. وهذا هو الداء الذي فتك بمجتمعاتنا حيث الاختلاط المباح في كل مرافق الحياة والاختلاء ... أما من الجانب الاخر في تعامل الزوج المتشدد مع زوجته وأطفاله أيضا سيكون له أثرا ليس بالجيد .. حيث سيجعلهم يعيشون تحت طائلة الترهيب المنفر مع ان الاسلام قد وضع اسسا منهجية في كيفية تربية الاطفال بعيدا عن التشدد والتطرف ...