من عبث بكتاب عمري...وفتح الصفحة الأولى منه وأخرجك من صندوق الماضي لي..وأنت
الرجل الوحيد الذي حين قلت لو وداعا ..تلفظت الشهادتين لإحساسي بأني ميتة لا محالة؟؟؟
لاأحد مثلك أنت ..
فأنت الرجل الوحيد الذي
شممت عطر والدي
بأطراف شماغه
أكمام دشداشته
وباطن يديه ..
لاأحد مثلك أنت ..
فأنت الرجل الوحيد الذي
أود أن أضع رأسي على صدره
وأتنفس نقاء أيامي البيضاء معه
وأعود طفلة بضفائر ..وعروسة
لاأحد مثلك أنت..
فأنت الرجل الوحيد الذي
انتظرت لعبتي منه ليلة العيد
ونتظرت عيديتي منه صباح العيد
وكنت أقف أمام المرآة أردد ((أنت
عيدي))...
لااحد مثلك أنت ...
فأنت الرجل الوحيد الذي
حين سلبته الأيم مني
شعرت بفراغه يحفر نفقا من الألم بي
وشعرت بدموع فراقه تشيد
طرقاتها على وجهي
لاأحد مثلك أنت ..
فأنت الرجل الوحيد الذي
دققت في وجهه كثيرا
فرأيت خارطة وطني تتوسد وجهه
ولم ألمح لأنياب الذئب في ملامحه بقايا وأثرا..
لااحد مثلك أنت...
فأنت الرجل الوحيد الذي
لو وضع يده على شعري يوما
لأدركت أنه يتلو آيات الله علي ويعوذني
من شر النفاثات في العقد ...
لاأحد مثلك أنت ...
فأنت الرجل الوحيد الذي
لو وضع في كفي شيئا
لأدركت أنه يمنحني سعادة أيامه
ويخبئ باقي عمره في يدي
لاأحد مثلك أنت..
فأنت الرجل الوحيد الذي
لوحادثته بعد منتصف الليل
لن تهتز صورتي برياح شرقيته
ولن يقذف بي لرياح الظنون..
أنــــــــــــــــــــــــت...
أنت العمر الأبيض
الذي لن تدنسه ظلمة العمر مهما
اشتـــــــــــــــــــــــــــــدت...