· انا لن اكون ...!!
لن أطرق الأبواب المغلقة ..ولن أتجاوز حواجز التفتيش .. ولن أجازف بالمبادئ..ولن أكون رهن تقاليد مجتمعيةٍ موبوءة ..ولن أكون دبلوماسياً في التعاطي مع الحياة ..
صدقوني ، لن أنتمي لحزبٍ على حسابِ حزبٍ آخر ، لن أكون ليبرالياً أو راديكالياً أو شيوعياً أو ديموقراطياً ، بل لن أكون نزيهاً تجاه كل هؤلاء الأوغاد ولا منصفاً أيضاً...
لابد لي أن لا أكون تائهاً في خضم التائهين ولا مستقيماً كباقي المستقيمين ، بل لن أكون أيضاً كمن لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء ..
أنا لم أضع قدماً في الحياة لأن أكون مباهياً أو متواضعاً ، أو شريفاً أو سافلاً ، ولن أكتب تاريخاً من المجد أو الانحطاط ، ولن أكون راضياً أو ساخطاً ..
لن أقيم علاقةً مع الضحك أو البكاء ، ولن أكون فرحاً أو حزيناً ، أو مرحاً أو قابضاً على نفسي ، ولأني كذلك فلن أكون معتزلاً أو مخالطاً ، أو متيقناً أو مرتاباً ، أو أميناً أو خائناً أو هاتكاً أو ساتراً ...
أنا لست كباقي البشر ، فمن المستحيل أن أكون عاملاً أو عاطلاً ، ليس لدي من الشعور أو التخمين بأن أصبح محامياً أو صحفياً أو معلماً أو مهندساً أو جندياً-سواءً كان مجهولاً أو معلوماً- أو رجل أعمالٍ نزيه ، في الوقت الذي لا أشعر فيه أيضاً بأني سأكون مروجاً أو عربيداً أو سفاحاً أو محتالاً أو سارقاً .. ولذا فلن أكون غنياً أو فقيراً ولن أتصف ببخلٍ أو كرم ....
أنا لست من الفطنة والدهاء بمكان ، ولا غبياً ساذجاً على الإطلاق ، بلا مناقب أو مثالب يمكن أن تعرّي شيئاً من شخصيةٍ مبهمةٍ وواضحة في الوقت ذاته ..
لن أكون إرهابياً أو محباً للسلام ، ولن أتخذ من نفسي صديقاً أو عدواً لأحد . أنا لا أهوى العيش في المَدَر وأنبذ حياة الوَبَر ، وعليه فإني أكره الارتحال بين الأوطان ولا رغبة لي في اتخاذ وطن .
أنا لستُ رجلاً ولا امرأة ، ولا صبياً أو مراهقة ، ولا عجوزاً يتوكأُ على عصاً ويهش بها على غنمه ، كما لستُ راشداً أو قاصراً أو عاقلاً أو مجنوناً ، أو عادلاً أو ظالماً ، ولن أكون أيضاً شجاعاً مقداماً أو جباناً يتملكه الذعر من رأسه إلى أخمص قدميه ....
أنا وإن توسلتُ إليكم بتصديقي فيما سبق فلا تصدقوني أبداً ولا تكذبوني ، تماماً كما تفعلون حيال الإسرائيليات ، سوى أن ما هو غير إسرائيليٍ وجديرٌ بالمعرفة أو التجاهل-لا فرق-هو أني ومنذ مجيئي للحياة تعلمت ممارسة التناقض في سياق البحث عن المثالية .
[انها خط رقيق بين النكران والثقة التامة]