ســوء الـفــهـم

إنها ظاهرة نعيشها وفي حياتنا في علاقتنا مع الآخر و التي تبث دائما في أنفسنا نوعا من التفرقة والنزاع ...فسوء الفهم يحتاج إلى نوع من العناية والبحث و التقصي عن مكامن الخلل ....بيد أن سوء الفهم الذي نتعرض له من قبل اشخاص مقربين إلينا نتيجة لعدة مقدمات ، ساهمت إلى حد كبير في خلق الخلافات بيننا ...من هذا المنطلق أود أن أطرح وجهة نظري من سوء الفهم الذي نعيشه مع الآخر ومدى تجاوبنا مع مستجداته ... فليس غريبا أن يسيء المرء الفهم وهذا كثيرا ما يحصل في حياتنا فقد تسمعين كلاما من أحد الناس مقربين إليك فتفهم منه خلاف ما كان يقصد. إن سوء الفهم أمر لا ينجو منه إنسان أيا كان لأننا بشر ولأن المتحدث قد لا يزن حديثه أو قد يكون حديثه ملتبسا، أو مدعاة لسوء الفهم، فإما أن نطالب الجميع بالتخلي عن سوء الفهم.. أو أن نحاكم الجميع عند سوء الفهم ونرى أن الجميع يجب أن تصح أفهامهم بنسبة 100% فهذا مطلب غير معقول.. فلا بد أن يقع المرء في الخطأ في الفهم.. لكن متى يكون سوء الفهم خطيرا .. في نظري أنه آفة حينما يكون قاعدة نحكم بها على الآخرين.. من خلال فهمنا لكلماتهم.. أو أقوالهم..أو أعمالهم أو مواقفهم تجاهنا فنحاكمهم حسب ما أملاه علينا فهمنا للأحداث و المواقف . بل قد يتجاوز الأمر ذلك فنقول: هو يريد كذا.. ويظهر خلاف ما يريد وغيرها من الكلمات التي تعبر عن أعمال قلبية، كأننا نملك وسيلة نستطيع بها أن نحكم ونطّلع على نوايا الآخرين.
إنه من حقنا أن نخطئ في الفهم، وهذا شيء طبيعي وقد يكون بعض الناس عقله لا يؤدي به إلا إلى الفهم الخاطئ لكن هذا شيء... وأن تجعل فهمك قاعدة تحاكم الآخرين إليها شيء آخر.فاسباب هذه الظاهرة تتعدد حسب المواقف التي نواجهها و تتلخص في سوء ظننا بالطرف الآخر أو الخلفية التي نحمله عليه ..أو اهمال الظروف التي جعلته في منطقة تحمل كل التبعات المتعلقة بسوء الفهم ...من هنا يصل سوء الفهم لدى بعض الناس لدرجة الظلم .. والأمر هو أن تكون أقوالك وأفعالك هي دليل إدانتك بعد أن تم تفسيرها بطريقة بعيدة كل البعد عن القصد الذي كان وراءها .. فلماذا نحمل مقاصد الناس على المحمل السيئ..ومن هنا أود أن أؤكد أن تجاهل الظروف المتعلقة بهذا الشخص والتي قد تودي به إلى تلك الأقوال والأفعال فعلى سبيل المثال إنسان حاد وسريع الغضب.. وقد يقول كلاما لا يعبر عن حقيقة ما في نفسه، وحين يغضب ويغلط عليك في الكلام فكأن الأرض لن تحملك بعد ذلك.. بينما قلبه سليم تجاهك. فعلينا إذا جميعا أن نحسن الظن ببعضنا البعض في أي قول أو فعل ...حتى في منتدانا الراقي فقد يكون لسوء الفهم هذا مكان بين بعض الأعضاء ...خاصة عندما يحتدم النقاش ...لذا أطلب من كل مسلم إحسان الظن بأخيه المسلم لأن بعض الظن إثم .

machkor akhi kalmk 3la sawb
nachkorok akhi 3la hada mawdo3 rai3

شكرا اخي ابن الجبل على طرح هدا الموضوع
وبالفعل فسوء الفهم او الظن اصبح مرض يفتك بعلاقتنا مع غيرنا ويدمر حياتنا
فلماذا نسيء الظن بالآخرين ،؟؟ لماذا عندما نرى من شخص تصرفاً نجهل سببه تذهب بنا الظنون ألف مذهب ؟؟
وقال عليه السلام فيما معناه ألتمس لأخيك العذر ..
لما لاتأتي هذه المعاني في خاطرنا عندما تموج بنا الهواجس شرقاً وغرباً ؟؟
لما لا نذهب ونسأل ذلك الشخص الذي أسأنا الفهم به ماالسبب من تصرفه الذي استنكرناه منه ؟؟
أليس ذلك السؤال سيريحنا من همٍ قد يؤرقنا ويعذبنا وقد يدمر حياتنا وعلاقتنا الحسنه مع من حولنا ؟؟؟
أنخجل من سؤاله ولانخجل من سوء الفهم به ؟؟
أنخجل من سؤاله ولانخجل من أن نظلمه
كما قلت ان بعض الظن اثم
فلما لانخاف من الإثم واقتراف المعصية بقدر خوفنا من خيانة من حولنا ؟؟
ومن هنانستشف
ان الشخص السيئ هو الدي يظن بالناس السوء، ويبحث عن عيوبهم، ويراهم من حيث ما تخرج به نفسه
أما المؤمن الصالح فإنه ينظر بعين صالحة ونفس طيبة للناس يبحث لهم عن الأعذار، ويظن بهم الخير.
ومعنى هدا ان اغلبية الناس هم سيؤون بكل ما في الكلمة من معنى لان سوء الفهم ظاهرة تفشت في مجتمعنا الحالي بدون سابق انظار فما اسبابها وما حلولها
ادا بحثنا في الاسباب سنجد الكثير وسنسقط في متاهات اخرى من القضايا والظواهر
اما الحلول فتكمن في ان يحاسب الانسان نفسه وان يقف لها بالمرصاد وان يتعامل مع سوء الفهم بشكل عكسي ويبتعد عن عوامل الإثارة والتشويش: ابتعد عن الصديق النمّام وأن يصلح سريرته ويطهّرها من رذائل الأخلاق فلربما كان وراء (سوء الظن) الحسد أو الحقد والغضب. أو الكبر والعجب
وفي الاخير ان المحبة والألفة من أكبر نعم الله التي امتنّ بها على عباده، فلا تضيعها بـسوء الظن كما أن سوء الفهم يحوّل الحياةإلى جحيم، ويجعل الفرد يتآكل من الداخل ليفقد صحته وعافيته وأعصابكه
وخلاصة القول أن لكلّ فعل رد فعل يساويه في القوة ويعاكسه من الاتجاه فـ(كما تدين تدان) وان الفرد لا يحصد من سوء الظن إلا سوء الظن

فأسئ الظن بنفسك واحسن الظن بالمؤمنين، واستكشف مواطن الخلل والنقص في ذاتك
تقبل مروري
مع تحيات اختك كوكي