الباعة المتجولون ...

تجار... لكنهم ليسوا كما التجار.. فأرباحهم صافية لا يكدرها هم الإيجار أو تكلفة رسوم المهنة.. وباعة لا يحدهم مكان أو يستقر بهم مقام..
إنهم الباعة المتجولون الذين شكلوا مع مرور الزمن... ظاهرة تميزت بها شوارعنا وأرصفتنا وأسواقنا التجارية..
فبعد أن كانوا مجاميع صغيرة من أصحاب العربات المجرورة والباعة المتجولون الذين تلاحقهم الدوائر المعنية.. أصبحوا يكونون فيما بينهم أسواقا متخصصة في البيع ، فهذه مجموعة تخصصت في بيع الألبسة وتلك في بيع العطور.. وهكذا.فماذا عن هذه الظاهرة التي انتشرت في أرجاء مدننا فما اسباب تفاقمها..؟!.

إن الباعة المتجولين هم أشخاص يقومون ببيع بضاعتهم بطريقة عشوائية غير مستقرة، في موقع أو منطقة غير محددة مخالفين النظم والقوانين، أما هويتهم القانونية فليست لديهم بطاقة شخصية أو ترخيص لممارسة البيع لأنهم مخالفون لنظم العمل، والباعة نوعان: الأول متجول متقيد اذ يقوم بالبيع لمصلحة أشخاص آخرين أو لمصلحة منشآت تجارية...والثاني يعمل لحسابه الخاص ولا يتبع لأية منشأة، أما مواقيت عملهم فمختلفة على حسب مواقعهم، إذ يعمل البعض صباحا والبعض الآخر مساء وهناك أشخاص يعملون طوال اليوم .. وليس لديهم موقع ثابت لمزاولة البيع اذ تتغير حركة الباعة من حين إلى آخر حسب طبيعة وحركة المدينة وحيث يتمركز الجمهور.

فهناك باعة الأحياء السكنية وتتركز هذه النوعية في الأحياء السكنية والصناعية حيث يقومون ببيع الأقمشة والمنسوجات والملابس الجاهزة والأدوات المنزلية والكهربائية، وباعة المطاعم والمقاهي والمحلات وتقوم هذه النوعية ببيع الأدوات الصغيرة كالساعات ولعب الأطفال، ويتواجد باعة الحدائق والمتنزهات عند الحدائق والمتنزهات ويقومون ببيع المشروبات والمكسرات بالإضافة إلى الفواكه الجافة ، اما باعة المساجد فيتواجدون خارج المساجد ويقومون ببيع سجاد الصلاة والمراجع الدينية والعطور والكتب والمسابح، اما باعة الاسواق المركزية فيفترشون الارض وخاصة الرصيف المجاور للأسواق المركزية وعرض جميع الأجهزة والمواد الموجودة في الأسواق وبيعها مع احتساب نسبة من الأرباح أعلى من أسعار الأسواق بقليل .
فما التأثيرات السلبية لعمل هؤلاء؟
إن خطورة الباعة المتجولين تتمثل في تهديد أمن المساكن من خلال تجوالهم في المناطق السكنية ودخولهم إلى المنازل، ناهيك عن رداءة البضاعة التي يبيعونها .. وهروب الأيدي العاملة من مقر العمل لمزاولة البيع بطريقة البائع المتجول، وتجمهر الناس حولهم ما يسيء إلى الشكل الحضاري العام للمدينة، ويهيئ لارتكاب جرائم النشل والتقفيص
فعدد من الباعة المتجولين الذين التقيناهم في وسط المدينة و عند الأسواق و التجمعات السكنية أقروا أن انتشار البطالة وعدم توفر العمل. فضلا عن ظروفهم المعيشية السيئة هي التي تدفعهم الى ممارسة هذا النشاط.. فقد جاء قسم منهم من مناطق ريفية بعيدة بحثا عن التحضر والرزق فكانت آمالهم أن يجدوا العمل في المدينة لكنهم فوجئوا أن أهل المدينة يعانون من البطالة..أيضا فكان لابد لهم من البحث عن أي شي يمكن أن ينتشلهم من الجوع والضياع فأخذ بعضهم يبحث عن أي عمل حتى لو لم تكن لهم أية معرفة به فتارة تجدهم يعملون في البناء أو حمل الامتعة أوالتجارة فقد اصبحت حشودهم تحتل الأزقة والشوارع وتحاصر حركة المرور وما ينتج عن ذلك من ازدحام شديد وفوضى عارمة في العديد من الشوارع .. وأمام هذا الازدحام يضطر العديد من المواطنين إلى تحويل الاتجاه كأسلوب احتجاج أو استبعادا لأي مشاكل قد تحدث أثناء المرور بين البائعين أو المارين . ولا يكتفي الباعة باحتلال الأرصفة فقط بل يمتدون إلى السيطرة على وسط الطريق ويكتفي المارة ببضع سنتمترات من الطريق يتهافتون للمرور منها . ويزيد من استفحال الأمر حين تتحلق جموع من الناس للشراء أو المشاهدة السلع المعروضة . وينشط العديد من اللصوص قي هذه الأجواء ويتعرض العديد من المواطنين يوميا لانتشال محافظهم دون أن يحسوا بذلك . وكانت العديد من الأحياء أخليت من الباعة المتجولين وأعيد توطينهم في بعض الأسواق التي أعدت لنفس العرض ، ورغم استفادة المئات من الباعة عادوا من جديد للتجارة في الشارع لما يوفره من ربح سريع وخالي من أي متابعات ضريبية وكذا جلب الاستعطاف من طرف المواطنين الذين يتسامحون معهم لكونهم يحاربون البطالة ...من هنا يتضح أن ظاهرة الباعه المتجولين تعكس ملامح الأزمة السياسية و الإقتصادية والتعليمية والإجتماعية .. فهى تمثل إنعكاس واضح لفشل مشاريع التنمية والتحديث و البرمجة وتردي وإنهيار المشاريع القائمة وضعف بل وإنعدام الخدمات الأساسية .....

إذن لكل هذه العوامل المتشابكة المعقدة التى تكتنف ظاهرة الباعة المتجولين ينبغى إستصحاب كل هذه الأبعاد المختلفة فى حال التعاطى معها ... وينبغى أن يراعى أى حل لهذه المشكلة و ذلك بإيجاد البدائل المعقولة للباعة المتجولين تسمح لهم بوسائل العيش والكسب الشريف ...

كلامك صحيح أخي الأن نجد كل سوق ممتلأ بالباعة المتجولون الذين يتوزعون في أماكن كثير ومختلفه شكرا أخي على الموضوع

بس اذا اتينا للواقع انهم مارسو هذه الخدمة لان ليس لديهم شغل فلازم يدورو على اي شي يعملوه ويلجؤون الى طريقة البيع بمختلف المناطق في الطرق وهذا ليس ذنبهم والمفروض ان لا نحملهم مسؤولية لان مثل هالنوعية الناس اذا اقترحت عليهم عمل فلن يعارضو لكن لا احد يستمع اليهم فيلجؤون الى البيع بتلك الطريقة .

مشكور اخي على طرح مثل هذا الموضوع الرائع محتاج الى نقاش طويل .

هو صح بس المفروض انوالحكومة تخصص للباعة المتجولون اماكن معينة في تواجدهم لكن لا ادري اعتقد انهم تكلمو ولكن لا حياة لمن تنادي .
الله يعينهم هوما اكيد ما عجبهومش حالتهم بس اش غادي يديرو الصبر باش يلقاو لقمة العيش لاولادهم .

جزاك الله خيرا اخي ابن الجبل لان هذه قضية في المغرب جد حزينة ومتواجدة بكثرة في المغرب .
ان شاء الله تتحسن الاوضاع يوم بعد يوم يارب .

مت متألقا لأخي إبن الجبل
مشكور أخي على الموضوع القيم