إبن الجبل مشرف المنتديات العامةمراسل
عدد الرسائل : 929 العمر : 43 المدينة : باب البحر- القصبة - طنجة الهواية : المطالعة مزاجي : Personalized field : <IFRAME WIDTH="150" HEIGHT="90" SRC="https://morocco.jeun.fr/html-h6.htm"></IFRAME> تاريخ التسجيل : 21/07/2007
| موضوع: العلاقات العاطفية للرجل و المرأة بين الحاضر والمورث الأحد نوفمبر 11, 2007 9:13 am | |
| يفرض المورث على المجتمعات المتخلفة من القيم والأعراف الاجتماعية نهجه على المرأة أكثر من الرجل ويمنعها من التصريح عن تجاربها العاطفية السابقة بل يقسرها على إنكار العديد منها لإرضاء المجتمع.
وبالعكس بالنسبة للرجل فإنه يفاخر بعلاقاته العاطفية ويمنحه المورث كل الحصانة في التصريح والتباهي بها خلال مسيرة حياته. وبنفس الوقت يرفض أن يتزوج بامرأة تصرح بعلاقاتها العاطفية السابقة أو أن المجتمع سلط الضوء عليها.. فتصبح المرأة ضحية الإشاعات التي تضعها في خانة السقوط وبراثن الرذيلة. وتحت ضغط المورث تجاهد المرأة على إخفاء أو إنكار علاقاتها العاطفية السابقة نزولا عند رغبات المجتمع للفوز بالزوج.. وتحاشيا لمظاهر النبذ والاحتقار الاجتماعي. فسعي المرأة الدائم لانتزاع الاعتراف بأنوثتها اجتماعيا من خلال الزواج في المجتمعات المتخلفة.. يدفعها أكثر نحو الاستجابة للعلاقات العاطفية مع الرجال للفوز بالزوج نتيجة عزوف الشباب عن الزواج بسبب الفقر والبطالة وانخفاض الدخل وارتفاع عدد النساء قياسا بالرجال في المجتمع. هذا المسعى وما يكتنفه من ظروف اجتماعية، إن حالة الانفصام الذي يعاني منها الأفراد في المجتمعات المتخلفة والكامنة بالكبت الجنسي والسعي الدائم للتخلص من براثنها من خلال إقامة العلاقات العاطفية غير المشروعة للتخفيف من الضغط النفسي.
فالمورث التاريخي في المجتمعات المتخلفة ينخر منظومة الوعي عند الرجل والمرأة ويكشف عن أوجهه المتعددة في اللحظة الحرجة عند مواجهة الأخر الذي يطرح تساؤلاته الساذجة باعتبارها تساؤلات طبيعية. لكنها تنهل في اللاوعي من المورث قيمها ونزاعاتها في الحط من قدر الآخرين. وتتقمص المرأة دور الساذجة في ممارسة العلاقة العاطفية مع الرجل للإيحاء بأنها لاتمتلك الخبرة. ولتوحي للآخر بأنها التجربة الأولى في حياتها العاطفية لترضي نزعات المورث في ذهنية الرجل. وبخلافه فإن الرجل يمارس دور قاضي التحقيق في توجيه الأسئلة للمرأة عن خبرتها وحياتها العاطفية وعن عدد الرجال الذين تعاطت معهم في علاقاتها العاطفية السابقة. وتبدأ المرأة رحلة الدفاع عن النفس وإنكار علاقاتها العاطفية السابقة، تحاشيا للوقوع في أسر قيم الحط من قدرها وشأنها أمام الرجل .
هنا تبرز جليا حالة انفصام كامل فى الشخصية.. فالرجل يحب اللهو والعبث. ويعشق التغيير. وكلما شعر بالملل من المرأة .رماها سواء تحطم قلبها أم جسدها..لا يهم. المهم أنه كرجل استطاع أن يثبت لنفسه أنه رجل. وأنه مطمئن إلى انه لن يقف صامتا وسط أصدقائه عندما يتفاخر كل منهم بغرامياته . لكن لحظة الزواج تكشف هذه الازدواجية.. فيقلب كيان الرجل وتحوله إلى كائن متوتر.. فيبحث عن امرأة لم تعرفها عيناه من قبل، يبحث عن أنثى لم يدق قلبها من قبل، ولم تتحرك مشاعرها لأحد من ملايين الصيادين الذين حاولوا اقتناصها قبله. وبعد أن يبحث.. ويدقق .. ويسأل الأهل والجيران إلى أنه عثر على امرأة جديدة.. يبدأ الشك فى الدق على بابه. ويبدأ فى مطالبتها باعترافات تفصيلية عن ما ارتكبته وما لم ترتكبه. عن ما فكرت فيه.. وما حلمت به. ويتمنى لو فتش قلبها، وضميرها ليرتاح. وفى المقابل، تبدأ هى فى البحث والتقصى، تتبع نظراته، وهمساته، فهى تعرف أنها ليست الأولى.. وربما لن تكون الأخيرة. فهى ترى أخوها وأبوها وأقاربها هم نفس الرجل الذى يريد أن يعاشر كل نساء الأرض ثم يتركهن ليبحث عن واحدة جديدة.. لم يلمسها إنس قبله ولا جان.. ليتزوجها. وهكذا تبدأ مرحلة تفتيش الضمائر.. كل طرف يريد أن يعرف ماضى الآخر.. وكل طرف يحاول أن يخفى ماضيه عن الطرف الآخر. البعض ينظر إلى هذه الاعترافات كواجب مقدس.. والبعض يعتبرها بداية الانهيار. فلا الرجل يمكن أن ينسى ماضى المرأة ولا المرأة يمكنها أن تغفر ماضى الرجل. البعض يقول أن هذه الاعترافات يمكن أن تساعد فى بناء حياة أسرية هادئة. والبعض يقول إنها نقمة ستؤدى إلى خراب البيوت. فالحالة حالة انفصام يطال الذات بالنسبة للرجل والمرأة في المجتمعات المتخلفة نتيجة سيطرة قيم وأعراف المورث التاريخي عليها في اللاوعي وتحكم منظومة المجتمع في حياتهما الشخصية، جعل كلاهما يخشى المواجهة مع الذات حتى لايكونا ضحية المجتمع ويطالهما براثن النبذ والاحتقار الاجتماعي اللذان ينقصان بقدرهما وشأنهما الإنساني. فلا تكمن المشكلة الأساسية في العلاقات العاطفية والتاريخ الشخصي للرجل أو المرأة في المجتمع، وأنما في حالة الانفصام والشرخ الذاتي الذي يطال كل منهما وعدم التوافق مع الذات تحت ضغط المورث الاجتماعي...فكيف تستقيم العلاقة الإنسانية القائمة على أساس الخداع والمراوغة .. وكيف تنسج العلاقات الإنسانية بخيوط الكذب والخداع لتسويق الذات في سوق المجتمع.. وكيف يمكن تشكيل منظومة وعي جديد للفرد طالما ينهل في لاوعيه من قيم وأعراف المورث التاريخي... أسئلة كهذه معروضة برسم المناقشة لأجل مصالحة الذات على الذات في المجتمعات المتخلفة للخروج من الأزمة الاجتماعية الأسيرة لقيم وأعراف المورث الاجتماعي في العلاقات العاطفية بين الرجل والمرأة . | |
|
خولة الكرجي عضوة متميزة
عدد الرسائل : 482 العمر : 33 المدينة : البسمة الخضراء :سوق اربعاء الغرب الوظيفة : طالبة الهواية : السفر والكتابة مزاجي : علم الدولة : Personalized field : <IFRAME WIDTH="150" HEIGHT="90" SRC="https://morocco.jeun.fr/html-h6.htm"></IFRAME> تاريخ التسجيل : 10/09/2007
| موضوع: رد: العلاقات العاطفية للرجل و المرأة بين الحاضر والمورث الإثنين نوفمبر 12, 2007 7:43 am | |
| رائع اخي ومواضيعك كلها رائعة سبحان الله هههههههههه الله يوفق | |
|