2007/11/05
استدعى المغرب سفيره لدى إسبانيا احتجاجا على قرار الملك خوان كارلوس بالقيام بزيارة إلى سبتة ومليلية. في غضون ذلك قالت إسبانيا إن الأزمة الديبلوماسية لن تؤثر على العلاقات بين البلدين.
تقرير نوفل الشرقاوي من الرباط وعادل الدقاقي من واشنطن- 03/11/2007
[صور غيتي] مغاربة يتظاهرون ضد زيارة ملك إسبانيا خوان كارلوس لمدينتي سبتة ومليلية يوم الإثنين 5 نوفمبر.
حذا قرار العاهل الإسباني خوان كارلوس بزيارة مدينتي سبتة ومليلية بحكومة المغرب استدعاء سفيرها لدى إسبانيا بسبب ما أسمته خطوة "تدعو للأسف". إذ استدعى العاهل المغربي محمد السادس يوم الجمعة، سفير بلاده لدى مدريد بعد إعلان الملك خوان كارلوس رسميا عزمه القيام بالزيارة للمدينتين يوم الإثنين.
ويعتبر المغرب المدينتين تابعتين لسيادته وطالب إسبانيا بوضع حد "لاحتلالهما". وبقيتا خاضعتين للسيطرة الإسبانية منذ القرنين الخامس عشر والسابع عشر. ورفضت إسبانيا الدخول في مفاوضات مع المغرب بشأن مستقبل المدينتين.
وقال الوزير الأول المغربي عباس الفاسي الذي طالما ناضل حزبه "الاستقلال" لرجوع المدينتين لحظيرة الوطن، يوم الخميس إنه تفاجأ بإعلان الزيارة وأعرب عن "أسفه ورفضه للمبادرة التي سيكون لها أثر بالغ في العلاقات بين البلدين". وقال إنه يأمل أن تقوم حكومة إسبانيا بإلغاء الزيارة.
وقال "إن الحكومة المغربية تذكر أن المدينتين تشكلان جزءا لا يتجزأ من تراب المملكة المغربية ورجوعهما إلى البلد الأم سيتأتى عبر مفاوضات مباشرة مع الجارة إسبانيا".
لكن ماريا تريزا فرنانديز ديلا فيكا نائية رئيس الحكومة الإسبانية أرادت التخفيف من حدة الأزمة بإشارتها الجمعة إلى العلاقات "الجد المتميزة بين البلدين والمبنية على الود والاحترام المتبادل".
وقال رئيس الوزراء خوسي لويس رودريغيز زاباتيرو ليومية "بوبليكو" الإسبانية يوم الأحد "لدينا علاقات متميزة مع المغرب وستبقى كذلك". ورفض التعليق على قرار المغرب باستدعاء سفيره قائلا إن الملك الإسباني "سيتجه هناك للتعبير عن حُبه لرعايا سبتة ومليلية".
وأعرب خالد الناصري الناطق باسم الحكومة المغربية مع إشارته للصداقة المميزة بين البلدين أن "الحكومة تؤكد على استيائها ورفضها التام للمبادرة مهما كانت الدوافع أو النوايا".
وقال المحلل السياسي المغربي محمد الاأشهب لمغاربية "إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا أصبحت ترتدي طابعا استراتيجيا ومحكوم على البلدين الجارين أن يتعايشا على الرغم من خلافاتهما". وأضاف "تم تحسين العلاقات على مستويات عدة في المجالات الاقتصادية والسياسية...ولكن مهما تكن هذه العلاقات من أهمية فإنها يجب ألا تكون على حساب مسائل مبدئية مثل مسألة سبتة ومليلية".
الأشهب قال إن القضية يُنظر إليها كقضية حساسة بالنسبة للمغرب وتُوحّد جميع الأحزاب سواء يمينية أو معارِضة. وأضاف أن العديد من المغاربة ينظرون للزيارة على أنها "استفزازية" و"غير مبررة سياسيا".
ودعا عدد من الأحزاب السياسية والهيئات غير الحكومية المغربية لتنظيم وقفة احتجاجية متزامنة مع زيارة الملك خوان كارلوس للمدينتين. بينما طالبت لجان العلاقات الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية في مجلس النواب المغربي لتنظيم اعتصام أمام السفارة الإسبانية بالرباط "للتعبير عن استيائهم ودعوة السلطات الإسبانية إلى العدول عن قراراتهم التي تتنافى مع مبدأ السيادة الوطنية وحسن الجوار" حسبما جاء في بلاغ اللجنة.
وتعتزم هيئات غير حكومية كمنظمة الدفاع عن ضحايا الاستعمار الإسباني وجمعية أنوال للتنمية في الريف وجمعية الصحراء المغربية تنظيم مظاهرات احتجاج مماثلة.
يذكر أن الملك خوان كارلوس زار سبتة آخر مرة عام 1970 لما كان وليا للعهد. وكانت آخر زيارة قام بها ملك إسباني عام 1972 خلال حُكم الملك ألفونسو الثالث.