||| حقيــــــــــــقة المــــــــــــوت |||

[size=18]الموت كما عرفه العلماء هو انقطاع الروح عن البدن ومفارقتها له ومع هذا تبقى حقيقة الموت كما الحياة آية من آيات الله ويظل سريان الروح في البدن

وانتزاعها منه سراً خفيا وراء الستر المسبل بيد الله الخالق لا يعرف كيفية ذلك ألا الذي خلق الموت والحياة كما ذكر الأمام القرطبي في تذكرته قال كان أعرابي يسير على جمل له ، فخر الجمل ميتا فنزل الأعرابي وجعل يطوف به ويتفكر فيه ويقول مالك لا تقوم ؟ مالك لا تبعث ؟ هذه أعضاؤك كاملة وجوارحك سالمة ؟ ماشأنك

فأأيها المسلم أم آن لك أن تقبل على الله وأن تبادر بالتوبة النصوح قبل أن يأتي هادم اللذات ومفرق الجماعات قال عليه الصلاة والسلام (( أكثروا من ذكر هادم اللذات ومفرق الجماعات ))

وقال عمر بن عبد العزيز ( يا أهل الدنيا أنكم لم تخلقوا للفناء ، وأنما خلقتم للأبد والبقاء ، وأنما تنقلون من دار إلى دار )

فالموت يأتي للإنسان وهو لا يشعر ويعلم الله يأأخي المسلم أياتيك الموت وأنت في طاعة الله أما في معصية الله هو موعد لكل إنسان لا يستطيع الإنسان أن يقدم أو يؤخر يقول ربنا تبارك وتعالي (( فإذا جاء أجلهم لا يستاخرون ساعة ولا يستقدمون ))

ولو نجا من الموت أحد لنجا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ربنا تبارك وتعالي (( وما جلعنا لبشر من قبلك الخلد فإين مت فهم الخلدون * كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون ))

فلماذا يأأيها المسلم تتغافل عن هذه الحقيقة الواضحة أياكم ثم أياكم أن يتناسى العبد حقيقة لا بد من معرفته وهي الموت واليوم أنت أيها العبد بجسدك وروحك تتحرك وتسمع وتبصر وغدا سوف يأتيك هادم اللذات ومفرق الجماعات فتصبح لا تتحرك وتتمنى أن تعود كي تعمل الخير يقول ربنا تبارك وتعالي (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب إرجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا أنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزح إلى يوم يبعثون ))

فالله الله من أن غفل عن الموت الذي لا مفر منه لوكنت في بروج مشيدة يقول الله سبحانة وتعالي (( أينما تكونوا يدرككم الموت لوكنتم في بروج مشيدة ))

ويقول الشاعر

ولدتك أمك يا أبن أدم باكيا والناس حولك يضحكون سرورا
فأعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يوم موتك ضاحكا مسرورا

والله يعلم أني أيها العبد أنصح لك لأني أحبك وأخشى عليك من عذاب الله .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منقول