الـهـنــديـــة

فاكهة التين الشوكي ( الهندية أو الكرموس =الزعبول) هي فاكهة نبات الصبار الذي ينتشر في شمال إفريقيا حيث مناخ البحر الأبيض المتوسط، نبات ذو أضلاف كبيرة مدرعة بأشواك حادة. أستعمل قديما سياجا للمنازل والحقول وقدمت أضلافه علفا للبقر والماشية في السنوات الشحيحة. تنضج فاكهته صيفا مع حلول الصمايم ( أيام حارة تبدأ يوم 25 يوليوز وتدوم 40 يوما). لم تكن تباع فاكهته قديما أما اليوم فغزت الأسواق وأصبح ثمنها ينافس الفواكه المستوردة، يتجول بها الباعة بكرة وأصيلا في الحارات وتعرض على أطراف الطرقات الوطنية.

هل تعرفون ذلك الرجل الذي أضاع نعله في قشور التين الشوكي ؟
إنه العم الهاشمي رجل من قريتنا يحكى أنه ذات صباح باكر .. بعد أداء فريضة الفجر وكدأبها كل يوم بردعت رقية زوجته الحمار ووضعت عليه الشواري وفي أحد عينيه وضعت قفة وحملت الملقاط القصبي -القطاعة-على كتفها وبكلمة واحدة: الرا الرا . تبعها الحمار.
اتجهت الى هامش المدشر حيث تحيط أشجار الصبار بالبيوت الطينية لتجني ما لذ وطاب من فاكهتنا المدرعة بالأشواك ومن بعيد سمعت صوت رحمة وفطيمو نساء من المدشر جئن لنفس المهمة وبعد التحية يتبادلن كلمات مقتضبة عن الحر ومحصول السنة. مع ظهور الخيوط الأولى للضوء تبدا القطاعة تعمل عملها فلا تسمع سوى خرخشتها وهي تخترق أضلاف الشجر أو طقطقة على القصبة لتسقط الفاكهة في القفة من فم القطاعة . فإذا كان جني هذه الفاكهة لا يتم إلا صباحا فلأنها تكون مبللة بشيء من الندى الذي يمنع تطاير أشواكها الرقيقة على العيون. رويدا رويدا تمتلئ القفة وتطرح على عشب يابس ليتسنى مسحها بشطابة من اغصان الطرو الطرية ..
تعود رقية إلى البيت أين يكون عمي الهاشمي جالسا على قطعة من حصير متكئا على حائط في الدكانة يشحذ سكينه على حجر أو يهش على الدجاجات. وبمجرد أن يظهر رأس الحمار من باب الدار يهب عمي الهاشمي ليساعد رقية على وضع الشواري أرضا. تحضر قصعتين كبيرتين تملؤهما هندية .تغسلها بماء من الكنبورة أو القربة (الجرة) وتضعها بين رجلي بعلها مع خبزة طرية بحجم إطار عجلة سيارة إلى عمى الهاشمي . فيشرع في تقشيرالهندية ..عضة خبز تليها حبة هندية ويلقي بالقشور بجواره وكيفما اتفق بهده الوجبة الطازجة يبدأ عمي الهاشمي يومه منذ نضوج الهندية. قصعة تأتي وقصعة تذهب إلى أن أتي على الشواري كله ولما أراد أن يخرج إلى الحقل بحث عن نعله فلم يجده وبحثت رقية فلم تجده استيقظ الأولاد وبحثوا فلم يجدوه واحتاروا أين يكون النعل .. شرعت رقية في كنس الدكانة ورفع القشور فعثرت عليه مطمورا بكومة القشور وتنفس عمي الهاشمي الصعداء فلم يكن يملك سوى ذلك النعل..

نسيت تقول اسميتها بالامازغية ( تازارت نورومين )

شكرا لك اخي على المعلومة والصورة
ولكن مكيعجبنيش طعمها سبحان الله

نفسي ما تنحيها
ولكن في الدار عندنا عزيزة عليهم
مشكور اخي
بارك الله فيك