منتديات أبناء المغرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أبناء المغرب


 
البوابةالبوابة  التسجيلالتسجيل  أحدث الصورأحدث الصور  الرئيسيةالرئيسية  دخولدخول  

 

 لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
إبن الجبل
مشرف المنتديات العامة
مراسل

مشرف المنتديات العامةمراسل
إبن الجبل


ذكر
عدد الرسائل : 929
العمر : 43
المدينة : باب البحر- القصبة - طنجة
الهواية : المطالعة
مزاجي : لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ Qatary21
Personalized field : <IFRAME WIDTH="150" HEIGHT="90" SRC="https://morocco.jeun.fr/html-h6.htm"></IFRAME>
تاريخ التسجيل : 21/07/2007

لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ   لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ Emptyالأربعاء أكتوبر 24, 2007 10:11 am

لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ Daily110




عند كل إطلالة شمس الصباح تنشر الشمس اشعتها الدافئة لتلامس الأسطح و الساحات العريقة للمدينة القديمة لطنجة ومما بثير إنتباهي وأنا أقوم بجولــة صباحية عند زيارتي للسيد عبد السلام صاحب المطعم الشعبي الملقب بالتشاطو عند سوق سيدي بوعبيد بجانب المقبرة فأشاهد لوحة فنية لنساء قرويات يعرضن بضاعتهن البسيطة ...قبعة عريضة ومزركشة تسمى الشاشية، وقميص أبيض مغطى بمنديل يغطي الجزء الأعلى من الجسد، ومنديل آخر بالأحمر والأبيض يحيط بالخصر نحو الأسفل، وحذاء عبارة عن خف يدعى الشربيل أو البلغة، هذا هو الزي العام الذي ترتديه هؤلاء النساء القرويات المنحدرون من ضواحي المدينة وخصوصا من بلدات الأنجرة اللواتي يقصدن مدينة طنجة كل أسبوع، وأحيانا كل يوم، من أجل بيع خضرهن الطازجة ومنتجاتهن التقليدية في الشوارع القريبة من الأسواق المعروفة في المدينة.


فمنذ عقود، أو ربما منذ قرون، دأبت هؤلاء النساء القرويات على مغادرة قراهن القريبة كل صباح والتوجه إلى مدينة طنجة، هذه المدينة المتغيرة باستمرار والتي استوعبت من الأجناس والثقافات والحضارات.

فمنذ أوائل القرن الماضي، وإلى غاية منتصف عقد الخمسينيات من القرن الماضي، ظلت طنجة مدينة دولية تحكمها عصبة من الدول الأوروبية، ومنذ سنة 1956 التحقت المدينة بالسيادة المغربية، وتغيرت من حال إلى حال، لكن بعض المظاهر الفريدة التي كانت توجد بها منذ وقت طويل ظلت موجودة إلى الآن. ولو قدر للكثير من سكانها أن يعودوا إليها حتى بعد مائة سنة، فإنهم سيجدون بعض مظاهرها متواصلة بنفس الطريقة وفي نفس الأمكنة.

هذا ما حدث لتلك القرويات اللواتي دأبن على اقتعاد الأرصفة المحاذية لمسجد سيدي بوعبيد، أحد أشهر وأعرق مساجد المدينة، أو يجلسن في أماكن أخرى قريبة من المسجد، حيث يفرشن على الرصيف قطعة من ثوب أو بلاستيك، ويضعن عليها القليل من الثوم والبصل والجزر، أو الطماطم والفول والبطاطس، وخضراوات أخرى يحملنها معهن من حقولهن الصغيرة في القرى القريبة. منظر هؤلاء النسوة البدويات استرعى انتباه كبار الكتاب والروائيين العالميين الذين عاشوا في طنجة أو زاروها، لذلك كان من الطبيعي أن توجد فقرات في رواية أو مسرحية أو مقال صحافي في وصف طنجة، يتحدث عن النساء البدويات بائعات الخضر قرب السوق البراني في طنجة. وسواء في كتابات بول بولز، الكاتب الأميركي، الذي عاش في طنجة أغلب فترات حياته حتى مات فيها، أو كتابات تينيسي وليامز أو جان جينيه أو غيرهم من الكتاب، فإن سطورا تتحدث عن القرويات اللواتي يبعن الخضر إبان عهد طنجة الدولية أصبح شيئا مألوفا، كما أن أغلب اللوحات التي رسمها فنانون غربيون مشاهير في طنجة لا تخلو الكثير منها من صور أولئك البدويات اللواتي يبهرن العين الغربية بأزيائهن الملونة والنظيفة، وشاشياتهن التي يمضين وقتا طويلا في صنعها، ولباقتهن في الحديث وإبتسامتهم المشرقة ، وأيضا أسعار بضاعتهن الرخيصة إذا ما قورنت بأسعار نفس البضاعة داخل الأسواق المجاورة.

كما أن روايات الكاتب الراحل محمد شكري، لا تخلو أيضا من صور سردية لهؤلاء البدويات، خصوصا وأن شكري قضى حياته كلها بين أزقة وشارع وأسواق طنجة، ونسج من خلالها حبكات وتفاصيل رواياته الناجحة التي حولته إلى واحد من أكثر الكتاب جاذبية في العالم.

وكما كان يحدث منذ عقود طويلة، فإن هؤلاء البدويات يأتين من قرى مجاورة لطنجة مثل المنار وسيدي قنقوش والفحص والقصر الصغير، وغيرها من القرى المجاورة للمدينة، وفي المساء، وقبل غروب الشمس، فإنهن يجمعن ما تبقى من بضاعتهن ويعدن أدراجهن إلى القرى، بعد أن يضعن المال القليل الذي جمعنه من تلك التجارة الصغيرة في حزام عريض يحيط بخصورهن ويسمى الكرزية، على اعتبار أنه الحصن الأكثر أمانا لدراهمهن القليلة.

الزبائن الذين يقصدون هؤلاء التاجرات البسيطات هن من النساء أيضا. وتقول الزهرة، التي دأبت على عرض بضاعتها في هذه السوق المتنقلة منذ سنوات طويلة، أن الأغلبية الساحقة من زبائنها نساء، وتفسر ذلك كون النساء أدرى من الرجال بفائدة طراوة الخضر والجبن والليمون والفلفل والخبز وباقي البضاعة المعروضة.

وربما اعتبرت الطراوة أهم ميزة في بضاعة هؤلاء القرويات، غير أن السعر أيضا دافع مشجع للكثيرين أيضا. وغالبا ما ينخفض السعر لدى هؤلاء القرويات، مقارنة مع البضاعة الأخرى المعروضة داخل الأسواق الرسمية، وإذا أضيف إلى طراوة البضاعة انخفاض السعر، فإن تجارتهن ستكون ناجحة بالتأكيد، وهذا ربما ما جعلهن يداومن على نشاطهن لمدة طويلة، حيث تخلف البنت أمها في ذلك، وهكذا دواليك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
florita
عضوة متميزة
عضوة متميزة
avatar


انثى
عدد الرسائل : 887
العمر : 35
مزاجي : لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ Qatary24
علم الدولة : لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ Female49
Personalized field : <IFRAME WIDTH="150" HEIGHT="90" SRC="https://morocco.jeun.fr/html-h6.htm"></IFRAME>
تاريخ التسجيل : 15/06/2007

لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ Empty
مُساهمةموضوع: رد: لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ   لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ Emptyالأربعاء أكتوبر 24, 2007 12:07 pm

شكرا لك اخي على الموضوع الرائع بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لــوحــة فنية تعبق بعبق التاريخ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أبناء المغرب :: المنتديات العامة :: منتدى عام-
انتقل الى: